اليوم الوطني التركي

لمحة عن اليوم الوطني التركي

يصادف يوم 29 أكتوبر اليوم الوطني التركي الذي يعد أهم عطلة في الجمهورية التركية، ويسمى أيضًا بيوم الجمهورية (Turkish Republic Day)، وقد أعلن مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك أن هذا اليوم هو يوم عطلة رسمية في البلاد، ويحتفل الأتراك بهذا اليوم إحياءً لذكرى تأسيس الجمهورية التركية في عام 1923، فبعد أن انتصرت تركيا بحرب الاستقال التي دارت بين عامي 1919 و 1923 أعلن البرلمان التركي أن الدولة التركية الجديدة أصبحت جمهورية، ووضع البرلمان دستورًا جديدًا للدولة بتاريخ 29 أكتوبر 1923.^[١]

مراسم الاحتفال باليوم الوطني التركي

يبدأ الشعب التركي الاحتفال بيومهم الوطني من الساعة 1 ظهرًا في يوم 28 أكتوبر، وتستمر الاحتفالات والعطلة الرسمية لـ 35 ساعة، تغلق فيها معظم الشركات، والمدارس، والبنوك، ومكاتب المجالس، والبورصة التركية، ومكاتب البريد، وتتضمن الاحتفالات تنظيم مسيرات وحفلات موسيقية وإشعال أضواء وشموع في الطرقات، ومن الدارج أن يزور الأتراك ضريح الرئيس أتاتورك الواقع في أنقرة ويضعون الورود عليه، بالإضافة إلى نثر الورد على تماثيله الموجودة في كافة أنحاء البلاد، ويذكر أن المواصلات في تركيا بهذا اليوم تكون مجانية.^[٢]

تنظم الملاعب المحلية في تركيا عروضًا خاصة بيوم الجمهورية، تتضمن مسرحيات وقراءات شعرية ورقصات تركية تقليدية، ومن المعتاد أن يشارك أطفال المدارس بهذه العروض وينظمون بعضًا منها، وبالطبع لا يخلو الأمر من بعض الخطابات العامة التي يلقيها السياسيون على العامة في الشوارع، وبنهاية يوم 29 أكتوبر وبعد انتهاء كافة مراسم الاحتفال والمناسبات يختتم الشعب التركي يومه بإطلاق الألعاب النارية في سماء تركيا.^[١] ويذكر أن علم تركيا وصور الرئيس التركي مصطفى كمال أتاتورك من أبرز رموز الاحتفال باليوم الوطني التركي.^[٣]

تاريخ اليوم الوطني التركي

يرجع تاريخ هذا العيد الوطني إلى الحرب العالمية الأولى، التي أسفرت عن هزيمة الدولة العثمانية، واحتلال قوات الحلفاء لتركيا بهدف تقسيم الإمبراطورية العثمانية، الأمر الذي أدى إلى انتفاضة شعبية في تركيا قام بها القوميون الأتراك، مما قاد البلاد إلى حرب استمرت لأربع سنوات من عام 1919 إلى عام 1923، وسميت بحرب الاستقلال التركية.^[٢]

أسفرت حرب الاستقلال عن هزيمة قوات الحلفاء وإلغاء السلطنة العثمانية بتاريخ 1 نوفمبر 1922، ومن ثم جرى توقيع معاهدة لوزان في 24 يوليو 1923، وبتاريخ 29 أكتوبر 1923 أعلن البرلمان التركي تأسيس جمهورية تركيا المستقلة، وبنفس اليوم جرى انتخاب مصطفى كمال زعيم حرب التحرير الوطنية التركية كأول رئيس للجمهورية.^[٤]

في عام 1934 حصل الرئيس مصطفى كمال على لقب "أتاتورك" الذي يعني أبو الأتراك، وفي شهر أبريل التالي تبنت الدولة التركية دستورًا جديدًا بقي فيه دين الإسلام دين الدولة الرئيسي لسنوات عدة، وفي أبريل عام 1928 أصبحت تركيا دولة علمانية، مع العلم أن تركيا بقيت دولة ذات حزب واحد حتى عام 1945، وبعد ذلك تعددت الأحزاب السياسية فيها.^[٢]