عيد شم النسيم

مع قدوم فصل الربيع يحتفل المصريون بعيد شم النسيم في كل عام، وهو عيد وطني في بداية موسم الربيع مثل عيد النيروز الإيراني الشهير، ويحمل عيد شم النسيم العديد من الجذور التاريخية التي حفظها المصريون من الحضارات السابقة، إلى جانب العادات والتقاليد الخاصة بهذا العيد، وسنتحدث عن تفاصيل ذلك في مقالنا هذا.

ما هو عيد شمّ النسيم؟

هو عيد وطني، يُحتفل به في مصر في بداية موسم الربيع، وله جذور تاريخية تمتد إلى العام ألفين وسبعمئة قبل الميلاد، أي في عهد المملكة القديمة من الحكم الفرعوني، وهو في اليوم التالي من عيد الفصح المسيحي، المحدد من الكنيسة الشرقية، إلا أنه يعد عيدًا وطنيًّا غير مرتبط بأي ارتباطات دينية، بل له ارتباطات زراعية بمناسبة قدوم موسم الربيع، واسم شم النسيم هو اسم مشتق من الكلمة "Tshom Ni Tshom" من اللغة القبطية التي تكلم بها سكان مصر القدماء والذي يعني "مروج الحديقة".^[١]

ما هي بداية عيد شمّ النسيم؟

بدأ عيد شم النسيم منذ تاريخ مصر القديمة بناءً على فصل الربيع الذي يسبق حينها أي ارتباط ديني حالي، سواء أكان إسلاميًّا أم مسيحيًّا، إذ كان دخول فصل الربيع مصاحبًا للعديد من التأثيرات الزراعية، إلى جانب التأثيرات على نهر النيل كذلك، وكان الناس يفرحون بذلك لاعتمادهم على الزراعة آنذاك، إذ كان الفراعنة يعتقدون أنه اليوم الذي بدأ فيه خلق العالم، وكانوا يطلقون عليه لفظ "شامو" التي أضيفت لها النسيم لاحقًا نسبةً إلى الأجواء الربيعية البديعة، ثم دُمِجت مهرجانات شم النسيم آنذاك مع عيد الفصح المسيحي حين دخلت مصر في الديانة المسيحية تحت حكم الدولة الرومانية، وبعد ذلك وحين أصبحت مصر ذات غالبية عربية، سمي العيد بشم النسيم مع بقائه مرتبطًا بتاريخ عيد الفصح المسيحي؛ لاعتماده على الأشهر القمرية كما الحال مع المناسبات والأعياد الإسلامية.^[٢]

ما هو موعد عيد شمّ النسيم؟

يحتفل المصريون بعيد شم النسيم في اليوم التالي من عيد الفصح الشرقي المعتمد على التقويم اليولياني القديم، وقد صادف عيد الفصح في هذا العام 2021 اليوم الثاني من شهر أيار/مايو، لذلك كان الاحتفال بعيد شم النسيم في اليوم التالي وهو الثالث من شهر أيار/مايو كذلك، ومدة الاحتفال بعيد شم النسيم يوم واحد فقط يصاحب العديد من العادات والتقاليد والأطعمة الخاصة التي يتناولها المصريون في العيد.^[٣]

ما هو عيد الفصح؟

هو أحد الأعياد المسيحية، وهو يسبق عيد شم النسيم الوطني بيوم واحد، إذ يحتفل به مسيحيو العالم، وذلك نسبةً لقيامة المسيح بعد صلبه وموته بثلاثة أيام، ويحمل ذلك العيد دلالات ومعاني كثيرة حسب المعتقدات المسيحية، فالمسيح قد مات وصلب ليحمل عن البشر خطاياهم وآثامهم، وقد تغلب على الموت بعد ذلك، وقام بعد صلبه بأيام، ويحتفل المسيحيون كل عام حسب تاريخ محدد من الكنيسة، وقد أثار ذلك جدلًا قديمًا في تحديد موعد عيد الفصح، وسميت تلك الخلافات بخلافات الفصح، لذلك نجد أن الكنيسة في آسيا الوسطى قد اعتمدت اليوم السادس عشر من نيسان بغض النظر عن أي يوم في الأسبوع؛ نسبةً إلى التاريخ اليهودي الذي اعتمد أن صلب المسيح جاء في اليوم الرابع عشر، لذلك موعد عيد الفصح يأتي بعد يومين، أما الكنيسة الغربية فقد اعتمدت موعد عيد الفصح في يوم الأحد الأول بعد الاعتدال الربيعي مباشرة؛ لأن المسيح قد صلب يوم الأحد حسب معتقداتهم، أما الكنيسة الشرقية فقد اعتمدت تحديد موعد عيد الفصح بناءً على التقويم اليولياني الذي يسبق التقويم الغريغوري المعتمد لدى الكنيسة الغربية بحوالي ثلاثة عشر يومًا، وتجدر الإشارة أن الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية تحظر الاحتفال في موعد العيد أو قبله، لذلك يكون الاحتفال بعيد شم النسيم بعد عيد الفصح الشرقي مباشرة.^[٤]

كيف يحتفل المصريون بعيد شم النسيم؟

يحتفل المصريون في عيد شم النسيم بتوجههم نحو الحدائق والمتنزهات، واستنشاق النسيم، إذ يكون هذا اليوم عطلة رسمية في الجمهورية المصرية، ويتناول المصريون العديد من الأطعمة الخاصة بهذا العيد، مثل الفسيخ وهو سمك الرنجة المملح، والبصل الأخضر والبيض، ومن الجدير بالذكر أن مظاهر الاحتفال هذه منتشرة في كافة المحافظات المصرية وليست فقط في المدن، وفي هذا العيد يلون الأطفال والكبار البيض كما الحال في معظم الأعياد الربيعية، وتعود هذه العادة إلى المصريين القدماء، إذ إن البيض كان رمزًا للحياة الجديدة، وإلى جانب تناول الأطعمة والخروج للتنزه تقضي العائلات المصرية عطلة عيد شم النسيم بالرقص والغناء، والذهاب للعروض المسرحية والترفيه عن النفس، لذلك تستغل بعض العائلات عيد شم النسيم للسفر إلى العديد من المواقع السياحية للاستجمام.^[١]