عيد الأضحى

يرتبط لفظ العيد بالوقت الذي يعود على الإنسان، وقد قيل إنه سُمي عيدًا لأنه يعود ويتكرر في كل عام، وعيد الأضحى هو شعيرة من شعائر الدين الإسلامي، والعيد في الإسلام هو الوقت الذي يعود الله عز وجل به على عباده بالفرح والسرور في كل عام، وقد حث الله عز وجل عباده على الفرح في العيد والابتهاج به، وللمسلمين عيدان يفرحون بهما في السنة الواحدة، ويعد عيد الأضحى المبارك أحد العيدين اللذين يحتفل بهما المسلمون من شتى بقاع الأرض، وهو العيد الإسلامي الثاني الذي يلي عيد الفطر المبارك، وإن دلالة الاحتفال بعيد الأضحى ثابتة في الشريعة الإسلامية؛ وذلك لأن له ارتباطًا بقصة شهيرة وردت في القرآن الكريم، وسنعرض في هذا المقال أهم ما يتعلق بعيد الأضحى ويعرف به.

ما هو عيد الأضحى؟

وردت في القرآن الكريم، قصة عن نبي الله عز وجل إبراهيم، وكان قد رزقه الله عز وجل ابنه إسماعيل بعدما أصبح كبيرًا في السن، وفي يوم من الأيام رأى نبي الله إبراهيم في منامه أنه يذبح ابنه إسماعيل، ومن المعلوم أن رؤيا الأنبياء في المنام حق وليست أضغاث أحلام، فعرف النبي إبراهيم أنه أمر من الله عز وجل، وأن فيه ابتلاءً لإيمانه واختبارًا لصبره، وقد وسوس له الشيطان كثيرًا، لكن إبراهيم عليه السلام كان قد أسلم لأمر الله، كذلك ابنه إسماعيل الذي كانت ردة فعله حول ذبحه مليئة بالصبر واليقين لأمر الله عز وجل، وحين كان سيدنا إبراهيم عليه السلام على وشك ذبح ابنه؛ امتثالاً لأمر الله عز وجل، أنزل الله عز وجل الوحي جبريل عليه السلام من السماء ومعه كبش، ليضحي إبراهيم بالكبش بدلًا من إسماعيل عليه السلام، لأن إبراهيم عليه السلام امتثل لأمر الله رغم صعوبة البلاء، ويعد عيد الأضحى المبارك إحياءً لهذه القصة التي حُفظت في القرآن الكريم، ويستحضرها المسلمون في كل عام في عيد الأضحى.^[١]

ما هو موعد عيد الأضحى؟

عيد الأضحى محدد في اليوم العاشر من ذي الحجة من السنة الهجرية ذات الأشهر القمرية، لذلك يختلف الموعد من بلد لآخر؛ وذلك بناء على رؤية القمر، وتجدر الإشارة إلى أنه يأتي مع موعد فريضة الحج، وهي أحد أركان الإسلام الخمسة، فاليوم الذي يسبق يوم عيد الأضحى هو يوم عرفة الذي يقف فيه حجاج بيت الله الحرام على جبل عرفة ليكملوا مناسك الحج.^[٢]

كم عدد أيام عيد الأضحى؟

لعيد الأضحى أربعة أيام شرعها الله عز وجل، فاليوم الأول يسمى يوم النحر، واليوم الثاني والثالث والرابع هي أيام التشريق الثلاثة.^[٣]

ما هي صلاة العيد؟

هي صلاة خاصة يؤديها المسلمون في العيدين فقط، وهي تتمثل بالبدء بالصلاة قبل الخطبة، وما يميز صلاة العيد عن غيرها من الصلوات وجود تكبيرات فيها، ويختلف عدد التكبيرات بين الركعة الأولى والثانية؛، ففي الركعة الأولى يكبر الإمام سبع تكبيرات ثم يكمل الركعة من تلاوة وركوع وسجود، ثم في الركعة الثانية يكبر خمس تكبيرات ويُتم الصلاة بعدها، ثم يصعد الإمام على المنبر ويخطب خطبة العيد، وعادة ما تتناول شأنًا من شؤون المجتمع، مع الإشارة إلى الحث على التماسك والترابط الاجتماعي المتمثل بالزيارات وتبادل المعايدات، وعادة ما تكون خطة العيد قصيرة؛ فلا يطيل بها الخطيب حتى يتيح للناس الوقت للذهاب لذبح الأضحية وتطبيق السنة النبوية، وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في عيد الأضحى.^[٤]

ماذا يضحي المسلمون في العيد؟

كما شرع الله عز وجل لسيدنا إبراهيم التضحية بالكبش تقربًا لله عز وجل، سنَّ الله للأمة الإسلامية التقرب له من خلال التضحية بالإبل أو البقر أو الشاة أو الماعز في أيام عيد الأضحى، وذلك من خلال ذبحها على الطريقة الإسلامية أي بنحرها من عنقها، وقد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم في عيد الأضحى، وحث على الذبح بعد صلاة عيد الأضحى مباشرة، ويمكن ذبحها في أي يوم في عيد الأضحى أي قبل غروب شمس آخر أيام التشريق، ومن السنة توزيع لحم الأضحية؛ ليذهب بعضها للفقراء والمحتاجين، وبعضها للأقارب، وبعضها لمضحي وأهل بيته، وفي ذلك صورة من صور التكافل الاجتماعي.^[١]

كيف تكون تكبيرات العيد؟

تكبيرات العيد، هي من السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في العيد، ولا توجد صيغة محددة لذلك، ويمكن البدء بالتكبير وذكر الله عز وجل من أول أيام ذي الحجة، وهو اليوم الذي يسبق عيد الأضحى بنحو عشرة أيام، حتى عصر يوم التشريق الثالث، وهذا ما يسمّى بالتكبير المطلق؛ لأن التكبير ممكن في أي وقت يريده الشخص، ويمكن أن يكون التكبير مرتبطًا بالصلوات؛ وذلك بتكبير المصلين مع الإمام بعد انتهاء الصلوات، وهذا ما يسمى بالتكبير المقيد، ومن الأمثلة على التكبير قول: "الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد"، وتوجد صيغ كثيرة للتكبير يمكن للمسلم أن يكبر بها كما يشاء، ويذكر الله عز وجل بها.^[٥]