عيد البربارة هو عيد مسيحي، ويعتبر عطلة رسمية في الدول التي تحتفل به، فيحتفل فيه مسيحيو الشرق الأوسط في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن بتاريخ 4 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، إحياءً لذكرى القديسة بربارة والتضحية التي قدمتها لتحمي الدين المسيحي الذي اعتنقته، ومن أبرز طقوس الاحتفال بهذا العيد تقديم طبق تقليدي يتكوّن أساسًا من القمح،[١] وبالإضافة إلى مسيحي الشرق الأوسط يحتفل بعيد البربارة مسيحيو تركيا وجورجيا ومناطق أخرى، وطقوس هذا العيد تشبه طقوس عيد الهالوين الأمريكي، ولكن ليس له علاقة بالموت.[٢]


قصة عيد البربارة

نشأ عيد البربارة من القديسة بربارة التي ولدت في القرن الثالث عشر في بلدة هليوبوليس (مدينة بعلبك، لبنان اليوم)،[٣] وكان والدها ديوسكوروس رجلًا وثنيًا ومن عائلة ثرية جدًا، حرص على إبقائها في برجه وحبسها خوفًا عليها من العالم الخارجي، ولكن اعتناقها للدين المسيحي هو الأمر الذي أغضبه، فقرر قتلها بسيفه، ولكن استطاعت بربارة الهرب من برج أبيها، ويُقال أيضًا إنها نُقلت إلى مضيق جبل حيث اختبأت وتنكرت لتهرب منه، ولكن في وقت لاحق عثر عليها والدها وأمر بتعذيبها وحرقها، ومع هذا شُفيت حروقها بسرعة ولم تمت الأمر الذي أدى به إلى قطع رأسها، ويُقال إنه أثناء هربها ركضت في حقل قمح كان مزروعًا حديثًا ولكنه نما وطالت سنابله ليغطي مسار سيرها تجنبًا لأن يعثر عليها والدها، ومن هنا جاء الطبق التقليدي المصنوع من القمح الذي يتناوله المسيحيون احتفالًا بهذا العيد.[٤][٥]


كيفية الاحتفال بعيد البربارة

يحتفل المسيحيون بعيد البربارة بدءًا من مساء يوم 3 ديسمبر، فيرتدي الأطفال أزياء تنكرية ويركضون في الأحياء ويصرخون "بربارة اهربي" داعينها للهرب من والدها، ومن ثم يغير الأطفال ملابسهم ويرتدون الأقنعة، ويجتمعون مع أطفال الحي الآخرين لجمع الأطعمة والحلويات من السكان، وقد يقدم بعض الأهالي بعض المال كهدايا للأطفال،[٥] وفي بعض البلدان يرتدي الأطفال أقنعة مخيفة وملابس ترمز للقديسة بربارة بهدف مراوغة وخداع والدها والرومان الذي كانوا يبحثون عنها، ومن ثم يغنون أغنية خاصة لها، ويضربون الطبول الكبيرة معلنين بذلك أنهم أتوا.[٣]


أما الطبق التقليدي الذي يُصنع في عيد البربارة ويتناوله الجميع هو عبارة عن طبق حلو المذاق، يتكوّن من القمح المسلوق مع الشمرة واليانسون والقرفة والسكر، ويزيّن بالمكسرات غير المملحة والفواكه المجففة والرمان.[١]


عادات شائعة في عيد البربارة

يقوم المسيحيون الذي يحتفلون بعيد البربارة ببعض العادات والتقاليد، ومن أبرزها ما يأتي:[٦]

  • يعيد المسيحيون تكرار تجربة نمو القمح السريعة الذي غطت مسار بربارة بشكل رمزي، فيزرعون بذور القمح أو الحمص أو الشعير أو العدس في وسادة من القطن أو الصوف ويروونها بالماء لإنباتها، وذلك في نفس يوم عيد البربارة، ومن المفترض أن تنبت البذور إلى حوالي 15 سنتيمترًا في الوقت المناسب من عيد البربارة، ويستخدمون هذه البراعم لتزيين أسفل شجرة عيد الميلاد.
  • في عادة أخرى يجلب المسيحيون فروعًا من شجرة الكرز إلى المنزل؛ لأن الأسطورة تقول إن فروعًا من شجرة الكرز تدلّت إلى داخل حجرة بربارة عندما كانت محبوسة في برج والدها، وقامت بربارة بسقايتها من كوب الماء المخصص لها والاعتناء بها.


للتعرف على أعياد دينية مسيحية أخرى يرجى الاطلاع على: عيد القيامة.

المراجع

  1. ^ أ ب "Eid il-Burbara (Saint Barbara Feast Day)", health, Retrieved 4/10/2022. Edited.
  2. "Eid il-Burbara", artsandculture.google, Retrieved 4/10/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "4 things to know about Lebanon's Halloween", stepfeed, Retrieved 4/10/2022. Edited.
  4. "Eid il-Burbara", anydayguide, Retrieved 4/10/2022. Edited.
  5. ^ أ ب "CELEBRATING SAINT BARBARA", lebanontraveler, Retrieved 4/10/2022. Edited.
  6. "Eid Al Barbara", fanoos, Retrieved 4/10/2022. Edited.