يحتفل المسيحيون حول العالم أجمع بالأعياد الخاصة بهم، والتي لها ارتباط بالمسيح، ومن هذه الأعياد عيد الفصح الذي يحتفل به المسيحيون نسبةً لقيامة المسيح وإيمانهم بنهوضه بعد موته بثلاثة أيام، ويعد هذا العيد أحد أكبر الأعياد المسيحية وأعظمها بالنسبة لمعتنقي المسيحية.


ما هو عيد الفصح؟

ورد في العهد الجديد من الكتاب المقدس أن المسيح قد صلب ومات يوم الجمعة، وقد قام من بين الأموات في يوم الأحد، لذلك يحتفل المسيحيون بذلك حول العالم أجمع إشارة إلى صلب المسيح وموته، ثم قيامته بحصوله على الغفران، وحمله للخطيئة البشرية عنهم في صلبه وموته، كونه بذلك قد دفع بنفسه ليكون الذبيحة الخالية من العيوب، وإن قيامه من بين الموتى دلالة على الحصول على الحياة الأبدية لكل من آمن بيسوع، وقد ورد ذكر ذلك في الأناجيل الأربعة الموجودة في العهد الجديد وهي لوقا، ومتى، ومرقس، ويوحنا.[١]


ما هو موعد عيد الفصح؟

يختلف موعد عيد الفصح باختلاف الطوائف المسيحية، وباختلاف الكنائس الشرقية عن الغربية؛ ويعود ذلك إلى صعوبة تحديد الوقت الذي صلب فيه المسيح حسب التاريخ المسيحي، فقد اختُلِف في تحديد الرواية الحقيقية حول ذلك بما سمي بخلافات الفصح، واستمر ذلك الخلاف ولم يُحل بشكل نهائي، إذ يحتفل مسيحيو آسيا الصغرى بناءً على ملاحظتهم لاحتفالات اليهود في عيد الفصح في الرابع عشر من نيسان، وهو التاريخ الذي صلب فيه المسيح حسب التاريخ المسيحي، لكن من المعروف لديهم حسب الروايات أن المسيح قد قام بعدها بيومين وهو ما يصادف السادس عشر من نيسان، لذلك تحدد عيد الفصح بعد عيد اليهود بيومين بغض النظر عن اليوم الذي يصادفه في الأسبوع.[٢]


وللكنيسة الغربية موقف آخر في تحديد موعد عيد الفصح، إذ تحدد موعد عيد الفصح بناءً على أول يوم أحد بعد أول اكتمال ربيعي أي الرابع عشر من نيسان؛ وذلك لأن المسيح قام من بين الأموات في يوم الأحد حسب التاريخ المسيحي، ولذلك فإنهم يحتفلون في أول يوم أحد بعد تاريخ الرابع عشر من نيسان المصادف لصلب المسيح حسب التاريخ والروايات المعتمدة لدى الكنيسة، وهذا ما اعتمده مجمع نيقية في الغرب بعد ظهور العديد من المؤيدين للاحتفال في اليوم الرابع عشر من نيسان، إذ صدرت أكثر من ثلاثمئة مذكرة من المجلس تؤكد على ذلك.[٢]


أما الكنيسة الشرقية فيختلف موعد عيد الفصح لديها لاعتمادها على التقويم اليولياني وليس الغريغوري كما الكنيسة الغربية، إذ يسبق التقويم اليولياني التقويم الغريغوري بنحو ثلاثة عشر يومًا، لذلك عادةً ما يحتفل الأرثوذكس الشرقيون بعد احتفالات البروتستانت والروم الكاثوليك، كما أن الكنيسة الأرثوذكسية تحظر الاحتفال إلا بعد موعد عيد الفصح؛ إذ يمنع الاحتفال قبل موعد العيد أو في موعده الأصلي.[٢]


كيف يحتفل المسيحيون بعيد الفصح؟

بدأ الاحتفال بعيد الفصح مع بداية القرن الثاني نظرًا لأهمية الحدث التاريخي، وهو قيامة المسيح من بين الأموات، وما تحمله هذه المعاني في قلوب المسيحيين جميعًا، لكن لا شك في أن أهمية هذه الذكرى والاحتفال المبكر بها أنشأ العديد من التقاليد التي يتبعها المسيحيون حول هذا العيد، ومن نحو ذلك صيامهم 40 يومًا قبل موعد عيد الفصح دون احتساب أيام الأحد بهدف تطهير النفس من الذنوب، ويسمى الأسبوع الأخير من ذلك بأسبوع الآلام، ومن ضمن ذلك الاحتفال اهتمامهم بيوم الجمعة التي تسبق عيد الفصح، وهي المصادفة لصلب المسيح حسب التاريخ المسيحي، وتختلف مظاهر الاحتفال بعيد الفصح باختلاف الطوائف، إذ تستخدم طائفة البرتوستانت رمز الصليب الفارغ للدلالة على نصر المسيح بعد قيامه من موته، وتستخدم معظم الطوائف رمز الحمل للدلالة على تضحية المسيح من أجل البشر وتطهيرهم من ذنوبهم، وأيضًا تستخدم بعض الطوائف رمز البيض في الاحتفال دلالة على بدء الحياة الجديدة.[٣]


ما هو عيد الفصح اليهودي؟

وهو أحد الأعياد اليهودية الرئيسية التي ذكرت في التوراة، وهي الذكرى المصادفة لخروج بني إسرائيل بقيادة سيدنا موسى عليه السلام من أرض مصر، وعبورهم البحر، إذ إنهم أقاموا بعد ذلك في صحراء سيناء 40 عامًا حتى استقروا في أرض كنعان، ويكون هذا الاحتفال على مدى سبعة أيام في شهر نيسان، يتخلل الاحتفال العديد من التقاليد منها إقامة العشاء خاصة في الليلة الأولى من العيد، وأيضًا أداء الصلوات والعبادات، إلى جانب الامتناع عن استعمال الخميرة في أي شيء من طعامهم خلال أسبوع العيد.[٤]





المراجع

  1. "What Easter Means to Christians", learn religions. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Easter", britannica. Edited.
  3. "The Christian History and Development of Easter", Religious Studies Center. Edited.
  4. "Passover", britannica. Edited.