عيد الفطر

يحتفل المسلمون بالأعياد التي شرعها الله عز وجل لهم، والتي يفرح بها الكبير والصغير، ويعم بينهم الفرح والسرور، ويتبادلون الهدايا والزيارات فيما بينهم، وهذه من مقاصد العيد الذي يعيده الله عز وجل علينا في كل عام؛ لنشكره عز وجل على ما أنعم علينا من النعم، فقد جعل الله للمسلمين عيدين خلال السنة الواحدة هما؛ عيد الفطر، وعيد الأضحى، وقد ثبتت مشروعية العيدين في الشريعة الإسلامية، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفرح بالعيد ويعظم شعائر الله عز وجل، ويقتدي به الصحابة الكرام كذلك، ودائمًا ما يربط الفرح بالعيد بتعظيم شعائر، إذ إن العيد شعيرة من شعائر الله، وقد حث الله عز وجل على تعظيم شعائره بقوله: "ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ"،^[١] وإن عيد الفطر السعيد هو واحد من العيدين للمسلمين، وسنتحدث عنه في مقالنا هذا بالتفصيل.

ما هو عيد الفطر؟

هو عيد المسلمين الأول خلال السنة، ويأتي مباشرة بعد شهر رمضان المبارك الذي يصوم به المسلمون ويتقربون فيه إلى الله عز وجل، وتكثر فيه الطاعات والعبادات، ويكون عيد الفطر في الأيام الثلاثة الأولى من شهر شوال، وهو الشهر الذي يلي شهر رمضان، ومن المعلوم أن هذه الأشهر هي أشهر قمرية؛ فكما أن التقويم الهجري يعتمد على الأشهر القمرية فإن التقويم الميلادي يعتمد على الأشهر الشمسية، لذلك فإن عيد الفطر السعيد يأتي في موعد مختلف من كل عام حسب التقويم الميلادي، وفي موعد ثابت حسب التقويم الهجري.^[٢]

ما معنى عيد الفطر؟

سمي عيد الفطر بذلك؛ لأن المسلمين يفطرون فيه خلال النهار بعد صيام شهر رمضان المبارك الذي فرض الله عز وجل فيه علينا الإمساك عن الأكل والشرب والمتعة من شروق الشمس حتى غروبها، لذلك عيد الفطر فرحة للصائم في إفطاره، بعد إتمامه عبادة الصوم تقربًا لله عز وجل.^[٣]

كيف يحتفل المسلمون بعيد الفطر؟

يحتفل المسلمون بعيد الفطر من خلال تقوية الروابط المجتمعية؛ إذ تكثر الزيارات فيما بينهم لتبادل الهدايا ومشاركة الطعام بين بعضهم، خصوصًا الحلويات التي تحضر في البيوت في معظم الدول الإسلامية، كما يحتفل المسلمون بالتزين في اللباس والمظهر، وكل ذلك يعد تعبيرًا عن فرح المسلمين بأعيادهم، وتعظيمًا لشعائر الله الذي أحل لنا الإفطار، وشكرًا له على ما أنعم علينا من نعم.^[٢]

ما هي زكاة الفطر؟

هي زكاة فرضها الله عز وجل على المسلم البالغ العاقل، يدفعها عنه وعن من هم ضمن مسؤوليته مثل أطفاله وزوجته، في موعد يبدأ من أول أيام شهر رمضان وينتهي بما قبل صلاة عيد الفطر، وذلك ليتسنى لفقراء المسلمين المشاركة في فرحة عيد الفطر، إذ تضمن هذه الزكاة تزويدهم ببعض حاجتهم من الطعام ونحوه، وقد فرض الله عز وجل هذه الزكاة التي تؤدى للفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم، وهذا وجه من أوجه التكافل المجتمعي الذي حفظته الشريعة الإسلامية في المجتمع، وتقدر قيمة زكاة الفطر بما يعادل 2 كيلوغرام من الأرز أو الطحين أو أي سلعة أساسية يستخدمها الناس وذلك عن الفرد الواحد فقط، وتقدر قيمة هذه الزكاة في العصر الحالي الذي أصبح المال المحرك الرئيسي له بنحو سبعة دولارات عن الفرد الواحد.^[٤]

ما هي صلاة العيد؟

هي صلاة يؤديها المسلمون في عيد الفطر وعيد الأضحى، وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر الناس بها، أما حكمها فهو فرض كفاية؛ بمعنى أنه إذا أداها عدد من المسلمين سقط الإثم عن البقية، لكن إن لم يصلها أحد فقد عم الإثم الجميع، وموعدها في اليوم الأول من العيد بعد شروق الشمس بحوالي عشرين دقيقة، أما كيفية أدائها فيصلي الإمام بالناس ركعتين؛ يكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات، ثم يصلي الركعة من تلاوة وركوع وسجود، ويسنّ أن يقرأ بها سورة الأعلى، ويكبر في الركعة الثانية خمس تكبيرات، ثم يتم الركعة بركوعها وسجودها، ويسنّ أن يقرأ الإمام سورة الغاشية، ثم يصعد الإمام على المنبر ويخطب بالناس خطبتين، وهذا يخالف خطبة الجمعة؛ لأن الصلاة هنا سبقت الخطبة، ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم الإيجاز في الخطبة، وحضور المصلين مبكرًا لها والتطيب ولبس الثياب الحسنة.^[٥]

ما هي سنن عيد الفطر؟

يستحب تطبيق بعض الأعمال في عيد الفطر أسوةً بالنبي صلى الله عليه وسلم وابتغاءً للأجر، ومن هذه الأعمال ما يأتي:^[٦]

1. الاغتسال: فقد ثبت في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل قبل ذهابه إلى صلاة العيد، وفي ذلك تطهير للبدن.
2. الإفطار قبل الصلاة: وذلك لينهي المسلم صيامه الذي اعتاد عليه في رمضان، فهذا العيد جاء ليفطر فيه المسلمون، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل التمر قبل ذهابه إلى الصلاة.
3. التكبير: ويكون التكبير بقول: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".
4. التطيب بالعطر: وذلك اقتداءً برسولنا صلى الله عليه وسلم، الذي كان يتعطر قبل الذهاب إلى صلاة العيد.