يصادف يوم التروية اليوم الثامن من شهر ذي الحجة من كل عام وفقًا للأشهر الهجرية المتغيرة من عام إلى آخر، ويعد هذا اليوم من أهم الأيام الإسلامية التي لها فضل عظيم والتي أقسم بها الله -عز وجل- في القرآن الكريم إذّ قال -جل جلاله-: {والفَجرِ، وَلَيَالٍ عَشر}[١] وهي الأيام السبعة التي تسبق يوم التروية، ويوم التروية نفسه، واليومين التاسع والعاشر التاليين وهما يوم عرفة وأول أيام عيد الأضحى المبارك، وقد روى ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيَّام يعني أيَّامَ العشرِ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ؟ قالَ: ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ)[٢]، وفي هذا اليوم يبدأ الحجاج بالاستعداد للنسك العظيم وهو الوقوف في عرفة في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة والذي يعد يومًا عظيمًا عند الله يغفر به لعباده ويعتقهم من النيران، وفي هذا المقال سنتناول أهم المعلومات المتعلقة بهذا اليوم.[٣][٤]


مفهوم يوم التروية وسبب التسمية

هنالك عدة أراء بسبب تسمية يوم التروية بهذا الاسم وفيما يلي نوضح هذه الأوجه:[٣][٤]

  • الرأي الأول: وقد تم الاستناد في هذا الرأي للعالم أحمد بن محمد بن علي الفيومي المقري صاحب كتاب المصباح المنير، أنه تم تسمية اليوم الثامن بهذا الاسم لأن الحجاج كان يرتوون من الماء للأيام المقبلة التي سيشهدونها، ويقال أن هذا الرأي هو الرأي الأرجح والأقوى والله أعلم.
  • الرأي الثاني: وقد تم الرجوع في هذا الرأي للمفتي مصطفى السيوطي الرحيباني الحنبلي والذي قال نفس الرأي السابق أن الناس يتروون فيه من الماء استعدادًا للأيام المقبلة وهي يوم عرفة وأول أيام عيد الأضحى المبارك، وأضاف إلى هذا التفسير سببًا أو قولًا آخر وهو أنه قد سمي بيوم التروية لأنه اليوم الذي كان فيه سيدنا إبراهيم -عليه السلام- يتروى لأمر الرؤيا التي رآها فيما يتعلق بسيدنا إسماعيل.


أعمال إحياء يوم التروية

يتم إحياء هذا اليوم من كل عام بالأعمال الخاصة التالية والتي تعد من هدي سنن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي ليست واجبة:[٣][٥]

  • يُستحب في يوم التروية للحجاج الذين أحلو إحرامهم بعد العمرة وهم المتمتعون، أو الذين تحللوا من إحرامهم إلى العمرة القارنين والمفردين، أن يحرموا للحج في فترة الضحى من يوم التروية من مساكنهم، وكذلك الأمر للحجاج الذين أرادوا الحج من مكة، أما الحاج القارن والمفرد الذي لم يحل من إحرامه فهو يعتبر باقيًا على إحرامه الأول.
  • يُستحب لمن يريد الإحرام الاغتسال، والتطيب، وأن يفعل ما فعله عند إحرامه من الميقات.
  • ينوي الحاج بقلبه ويلبي قائلًا: (لبيك حجًا)، وإن خاف من أي عائق قد يمنعه من إتمام حجه فيشترط بقوله بعدها: (فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني)، وإذا كان يحج عن غيره فيقول بقلبه: (لبيك حجاً عن فلان، أو عن فلانة)، ويستمر بالتلبية: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك).
  • يُستحب للحجاج الذهاب إلى منى في فترة الضحى من يوم التروية قبل الزوال والإكثار من التلبية.
  • يُصلي الحجاج في منى صلاة الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وفجر اليوم التاسع من شهر ذي الحجة قصرًا بلا جمع إلا صلاتي المغرب والفجر فلا يقصران.
  • يُستحب للحجاج أن يبيتوا في منى ليلة يوم عرفة حتى تطلع الشمس كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإذا طلعت الشمس مشوا من منى إلى جبل عرفات ملبيين أو مكبريين.


المراجع

  1. سورة الفجر، آية:1-2
  2. رواه الألباني، في صحيح أبي داود ، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2438 .
  3. ^ أ ب ت "يوم التروية "، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 8/5/2023. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "تعريف و معنى يوم التروية في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 8/5/2023. بتصرّف.
  5. "أعمال الحج"، طريق الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 8/5/2023. بتصرّف.