يوم عاشوراء

يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرّم حسب ابن قدامة رحمه الله، ويقول ابن العباس أن اليوم التاسع من شهر محرم، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يصوم اليومين التاسع والعاشر، ولكن القول الأول بأنه اليوم العاشر أشهر وأصح، ويعد يوم عاشوراء من الأيام الفضيلة، التي يُستحب الصوم بها، فقد أمر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بصوم يوم عاشوراء، ولكن عندما فُرضَ صيام رمضان جعل عليه الصلاة والسلام صوم يوم عاشوراء اختياري، فقالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: [كانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ في الجَاهِلِيَّةِ، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ صَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تَرَكَ يَومَ عَاشُورَاءَ، فمَن شَاءَ صَامَهُ، ومَن شَاءَ تَرَكَهُ.[١][٢]


وفي حديث آخر عن عبد الله بن عباس قيلَ إن يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجى الله فيه بني إسرائيل من آل فرعون، ولهذا صام سيدنا موسى عليه السلام يوم عاشوراء، وعندما علم النبي محمد عليه الصلاة والسلام بذلك قرر صومه وأمر بصيامه، فروى عبد الله بن عباس: [قَدِمَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عَاشُورَاءَ، فَقالَ: ما هذا؟، قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ هذا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قالَ: فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ.[٣][٤]


حكم صيام يوم عاشوراء ووقته

كان صيام يوم عاشوراء واجبًا قبل أن يُفرض صيام شهر رمضان على المسلمين، فبعد شهر رمضان أصبح صيام عاشوراء مستحبًا، ومن السنة أيضًا صيام يوم قبله أو يوم بعده أو يوم قبله وبعده، وفي ذلك مخالفة لليهود، فروى عبد الله بن عباس: [حِينَ صَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بصِيَامِهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَإِذَا كانَ العَامُ المُقْبِلُ -إنْ شَاءَ اللَّهُ- صُمْنَا اليومَ التَّاسِعَ، قالَ: فَلَمْ يَأْتِ العَامُ المُقْبِلُ حتَّى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ]،[٥] وإن استطاع المسلم أن يصوم الشهر فكله فهذا أفضل بكثير، فقال عليه الصلاة والسلام أيضًا: [أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ][٦]، ومع هذا لا مانع من صيام يوم عاشوراء لوحده دون صيام تاسوعاء واليوم الحادي عشر، ولكن صيامهما أو صيام أحدهما مستحب لمخالفة اليهود.[٢][٧]


فضل صيام يوم عاشوراء

قال عبد الله بن عباس: [ما رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ، يَومَ عَاشُورَاءَ، وهذا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ][٨]، ومن هنا يتبيّن فضل صيام يوم عاشوراء،[٢] فبيّن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أن صيام يوم عاشوراء يعود على المسلم بالثواب والفضل العظيم، ومن فضائله أيضًا أنه يكفّر ذنوب السنة التي قبله والسنة التي بعده، فروى أبو قتادة الحارث بن ربعي عن النبي عليه الصلاة والسلام: [أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ.[٩][١٠]


للتعرف على أيام فضيلة أخرى يرجى الاطلاع على: يوم الجمعة، ويوم النحر.


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤنين، الصفحة أو الرقم:2002، صحيح.
  2. ^ أ ب ت "يوم عاشوراء من أيام الله تعالى"، إسلام أونلاين، اطّلع عليه بتاريخ 6/10/2022. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2004 ، صحيح.
  4. "ما هو سبب صيام عاشوراء ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 6/10/2022. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1134، صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1163، صحيح.
  7. "متى يصام يوم عاشوراء؟"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 6/10/2022. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2006، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:1162، صحيح.
  10. "فضائل يوم عاشوراء"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 6/10/2022. بتصرّف.